
نشهد فى عصرنا هذا إهدار لكم كبير من الطاقات البشرية فى مختلف المجالات وعند البحث فى أسباب المشكلة نجد أن السبب الرئيسى هو انعدام الرؤية المستقبلية للشباب وعدم القدرة على تحديد الأهداف ، وهو ما يهدد بإهدار شديد لهذه الطاقة البشرية .
وليس من الجائز أن نحمل شباب المجتمع المسئولية كاملة فهو لم يعد قادراً على تحديد اتجاهاته نظراً لتشعب المجالات والأهداف وغياب دور المؤسسات الإجتماعية فى توجيه هذه الطاقة واكتشاف مواهبها ومساعدتها على تنميتها وخاصة فى ظل الضغوط التى يقع تحت وطأتها كل شاب من انعدام الأمل ومن البطالة وما إلى أخره من العناصر التى تصيبه بالإحباط .. فقط نحتاج إلى التوجيه والإرشاد .
إننا نعانى من فجوة كبيرة فى التعامل مع المؤسسات المجتمعية ونعانى من انفصال تام عن المجتمع .. فقط يجب أن ندرك أنه مع انخفاض القدرات التعليمية والثقافية فى المجتمع أصبح الشباب غير مؤهل على اتخاذ قرارات حازمة فيما يخص مشاركته فى المجتمع والعمل على تطويره . يضل الطريق ولا يجد إلا اعتراضاً دون توجيه ، ويجب التوقف هنا لتوضيح أن المؤسسات الإجتماعية أصبح دورها قاصر على النقد وإعلان الإحتجاج على ما يفعله الشباب فى خطا هم من سببوه .
نحن لا نريد اعتراضاً دون جدوى وندوات ساخرة عما يحدث فى مجتمعنا وما يفعله الشباب من سلوكيات وخطب رنانة عن أهمية التمسك بالمباد والقيم التى لم يزودنا بها مجتمعنا .
نحن لم نصنع المجتمع ولم نفسده بل صنعنا المجتمع واكتسبنا منه خبراتنا ، حقاً ليس ما نريده هو الإعتراض فحسب جل ما نحتاجه هو التوجيه ومحاولة تقليل الفوارق ومحاولة الوصول إلى منطقة مشتركة تهدف إلى مزج ثقافة المجتمع المعاصر وعادتنا وتقاليدنا التى تنساها البعض من خلال التقليد الأعمى .



